مسئولية الاستخدام الرشيد لـ”مكبرات الصوت”  للأغراض الدينية    

  • وسام السبع

قبل بضع سنوات تداول بحرينيون على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعية مقطع فيديو للخطيب الحسيني الشيخ زمان الحسناوي يتحدث فيه بكثير من الاعجاب والدهشة عن العدد الملفت للمآتم الحسينية في البحرين، حيث أحيى فيها عددًا من المجالس الحسينية وقرأ في مآتمهما. أبدى هذا الخطيب العراقي الشاب انبهاره بمستوى الإحياء الجماهيري للشعائر في موسم عاشوراء في هذه المملكة الصغيرة في مساحتها، الكبيرة والغنية برصيدها التاريخي والديني. آنذاك شعر بالفخر أغلب من سمع الشيخ الحسناوي وهو يشيد بتدين أهل البحرين وصدق عاطفتهم الجياشة وولائهم العميق لأهل البيت (ع)، والتي تدفعهم إلى التمسك بشعائر الإحياء بكل هذا الزخم والتفاني الذي لا يضارعهم فيه إلا العراقيون، الشعب الذي له مع الأحزان والنغمة الشجية علاقة أزلية. 

حديث الشيخ الحسناوي لم يكن جديدًا، فهو حديثٌ ردّده كل من زار البحرين من أقطار العالم الإسلامي خلال المئة سنة الماضية، وهو ما يدلل على ما تتمتع به مملكة البحرين من تسامح وحرية دينية مكفولة أمام الجميع، غير أن ما تجدر الإشارة إليه، أن هذه المكتسبات التي ننعم بها في بلدنا لم تأتِ جزافًا، بل هي ثمرة لمساعٍ وجهود خيّرة اشترك فيها لعقود طويلة الأهالي والأعيان والوجهاء وتلقتها القيادة السياسية الرشيدة وبيت الحكم بالقبول الحسن والاحترام العميق للخصوصية المذهبية التي كانت ولاتزال محل فخرنا واعتزازنا الوطني، فهي تجسّد بجلاء حالة التلاحم العميق بين شعب البحرين وقيادته التي حرصت على أن تكون السبّاقة في دعم وتثبيت ركائز العمل الديني في البلاد وصون الشعائر الدينية من عبث العابثين. 

في الرواية عن محمد بن عرفة قال: قال أبو الحسن الرضا (ع): “يا ابن عرفة! إن النعم كالإبل المعتلقة في عطنها على القوم ما أحسنوا جوارها، فإذا أساؤوا معاملتها وإبالتها نفرت عنهم”. والإبالة الحذق بمصلحة الإبل. (وسائل الشيعة، للحر العاملي، “ط آل البيت”، ج ١٦ ص ٣٢٧). 

وفي نفس المصدر عن محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: أحسنوا جوار النعم، قلت، وما حُسن جوار النعم؟ قال: الشكر لمن أنعم بها وأداء حقوقها”. 

وإذا كنا نفخر في البحرين بمستوى الحريات المُصانة في ممارسة شعائرنا الدينية والمذهبية في ظل رعاية الدولة وتعاون أجهزتها التنفيذية في إنجاح مواسم الإحياء الكبير في عاشوراء من كل عام، فإن مسؤوليتنا اليوم إزاء الحفاظ على هذا المكتسب المهم يتضاعف في وقت باتت فيه الهوية الدينية لمجتمعاتنا مُهدّدة أمام هذا السيل العرم من التحديات التي تنهمر علينا من كل حدب وصوب مُبشرًا بالدعوات الإلحادية والمقولات التي تدعوا للتنفير من الدين والتسويق اللئيم والفج للسلوكيات الشاذة، ومحاولة العبث بعقول وسلوكيات الشباب والشابات. 

ومن أبرز الملفات وأشدها حساسية في موضوع إحياء المناسبات الدينية: “مكبرات الصوت”، والذي يعد من المواضيع المؤرقة والحرجة، وتسبّب الكثير من اللغط الاجتماعي بين من يبيح استخدام هذا الحق دون ضوابط، وبين من يرى ضرورة تقييده في أضيق الحدود مراعاةً للصالح العام وحفظاً لحقوق القاطنين في الأحياء القريبة من هذه المنشآت الدينية. 

ما حملني على إثارة هذا الموضوع، هو ما يفرضه عملي من اهتمام يكاد يكون يوميًا، ويحتّم التعامل معها بجدية كاملة ومعالجتها وفق الأطر القانونية والمصالح العليا للمجتمع، فعدد الملاحظات والشكاوى في هذا الشأن ملحوظ بشكل ملفت، وليس من الصعوبة إدراك بعض أسبابه ومحاولة وضع تفسيرات منطقية لتفاقم الظاهرة، والتي يمكن عزوها إلى جملة من العوامل أبزرها: نشوء المدن الحديثة والتغيرات الديمغرافية المصاحبة في تركيبتها المختلطة، وتزايد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في مقابل تراجع دور ووظيفة “مكبرات الصوت” بوصفها وسيلة تقليدية قديمة، إلى جانب تزايد قيمة المحافظة على البيئة من التلوث الضوضائي بسبب الاعتماد المتزايد على برامج البث المرئي في ميدان التعليم والعمل، وتعاظم الإحساس بأهمية حق الانسان في التنعم بحياة خاصة خالية من الضجيج وعدم خرق خصوصيته تحت أي مسوغ، إلى جانب تطور التشريعات والأنظمة التي تعزز وتصون هذا الحق.    

من هنا، أرى أن المسؤولية الملقاة اليوم على عاتق إدارات المآتم والحسينيات جسيمة وأكبر بكثير من المسؤولية التي حملها ذات يوم آباءهم وأجدادهم قبل عقود من السنين، فقد تغيرت الكثير من المفاهيم والسلوكيات والعادات والأعراف، وأصبح من اللازم إدراك الحد الفاصل والدقيق بين نطاق الحرية الشخصية أو حرية أي جماعة في ممارسة شعائرها الدينية من جهة، وبين تجاوز حق الآخرين من خلال الاستخدام غير الأمثل لمكبرات الصوت من جهة أخرى، والذي أرى أنه سلوكٌ لا ينسجم في جوهره مع نهج أهل البيت (ع) ولا يتلاءم مع ثقافتهم وإرشاداتهم لأتباعهم ومحبيهم.  

في الرواية عن سليمان بن مهران قال: دخلت على الإمام الصادق (ع) وعنده نفر من الشيعة فسمعته وهو يقول: “معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينًا، قولوا للناس حسنًا، واحفظوا ألسنتكم، وكُفّوها عن الفضول وقبيح القول”. (أمالي الصدوق، ص 240) 

وعن أبي أسامة، عن أبي عبدالله الصادق (ع) أنه قال: “كونوا دُعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم، وكونوا زينا ولا تكونوا شينًا”. (وسائل الشيعة، للحر العاملي، “ط آل البيت”، ج 1 ص 76). 

دواعي كثيرة تتطلب مراجعة هذا الموضوع والتعامل معه بحذر بالغ، أبرزها أن مسألة الحفاظ على سلامة البيئة من الضوضاء أيًا كان مصدره ونوعه يتعارض مع نمط الحياة المعاصرة وشرائط العيش المطمئن والخالي من المنغصات، والتي بتنا نعتمد فيها بصورة غير مسبوقة على العمل والدراسة من المنزل، والعديد منا بات يشارك في الاجتماعات والندوات ويتعلم ويدرس عبر وسائل البث المرئي، وكانت المآتم نفسها أسبق من غيرها من المؤسسة الرسمية والأهلية في بث برامجها الدينية عبر شبكات الانترنت، وبالتالي فإن التعسف في استخدام “مكبرات الصوت” تتضرر منه فئات اجتماعية واسعة من مختلف الأعمار والمهن، تؤثر الصمت في أغلب الأحيان، ولكنها تجأر بالشكوى عندما لا يعود بإمكانها السكوت على هذه التجاوزات.  

نقل أحد رؤساء المآتم في إحدى القرى الصغيرة أنهم في ما مضى كانوا يستخدمون مكبرات الصوت كوسيلة اتصال اجتماعية فعّالة وسريعة، بحيث أنهم كانوا أحيانًا يذيعون نداءات فيها نوع من الطرافة، ومن هذه النداءات: “الحاج فلان الفلاني.. ارجع البيت .. الأهل ينتظرونك حطّو الغدا”! 

قد يثير هذا النداء لمن يسمعه اليوم الدهشة، وقد يبدو عملاً فكاهيًا ساخرًا إلى حد بعيد، لكنه كان مقبولاً في وقته، لكن الحياة تتغير. في ذلك الوقت، قبل نحو عشرين عاماً أو أكثر، كانت “مكبرات الصوت” هي الوسيلة الوحيدة الاجتماعية الأكثر فاعلية في الوصول للناس، أما اليوم فإن أغلب المآتم لديها كوادر شبابية متطوعة تعمل في لجانها الإعلامية، طواقم مؤهلة وقادرة على التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والوصول إلى الجمهور بأيسر الطرق وأسرعها، وبهذا تتضاءل أهمية “مكبرات الصوت” وتغيرت وظيفتها تغيرًا جذريًا، في وقت أصبح فيه اعتماد الناس على وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج البث الالكتروني والأجهزة الذكية رئيسيًا وكبيرًا. 

الوجه الآخر من الموضوع هو إن أغلب المناطق السكنية الحديثة في البلاد اليوم، خلافاً لما كان عليه الوضع الاجتماعي قبل نحو خمسين عامًا، هي مناطق تشهد تنوعًا سكانيًا مختلطًا يضم مزيجاً دينيًا ومذهبيًا وعرقيًا متنوعًا، وهو ما يفرض على القائمين على النشاط الديني التزام أقصى درجات الحيطة والمسؤولية في إحياء مناسباتها بالشكل الذي لا يضرُّ بحقوق الجيران ولا يتسبب في إزعاجهم وإقلاق راحتهم. 

كلمة أخيرة لابد منها، وهي إن أغلب المآتم في مملكة البحرين تضم كوادر شبابية تحظى بتعليم عالي ووعي وإدراك كامل للمسئولية وحس وطني كبير، وقد ساهمت خبرات هؤلاء الصفوة الأماثل بتاريخهم المشرف في مجال العمل الديني التطوعي في إثراء المجتمع بالبرامج الدينية والاجتماعية الهادفة. وإذا كان ثمة تجاوزات من فئة قليلة فإن ذلك لا يبيح ويسوغ إطلاق تعميمات قد تحمل بعض التجني على مؤسساتنا الدينية، أو التنكر لدورها الديني والوطني المهم.  

والله من وراء القصد. 

صدور أول تحقيق علمي متكامل لكتاب قلائد النحرين للخيري

صدر عن مركز تراث البحرين بالتعاون مع دار زين العابدين كتاب (قلائد النحرين) للمؤرخ ناصر بن جوهر الخيري (ت 1344هـ/ 1925م)، بتحقيق الدكتور وسام عباس السبع
ومن أهم مزايا هذه الطبعة عن سابقتيها بشرح الكثير من الألفاظ والكلمات الغامضة الواردة في الكتاب، والتعريف بعدد كبير من الأعلام الواردة في الكتاب.
إضافة إلى تخريج الكثير من الأشعار والأقوال والأحداث التاريخية، وتفادي الأخطاء الطباعية والإملائية الشائعة في الطبعة السابقة للكتاب، وإعداد الكشافات التحليلية للكتاب، وتمييز الآيات القرآنية وكتابتها بالرسم القرآني.
وتفرّدت هذه الطبعة، والتي تقع في 528 صفحة، بإرفاق الملاحق الخطية التي تضمنتها النشرة الأولى للكتاب، والتي خلت منها النشرة الثانية للكتاب. وقد قدّم المحقق السبع بمقدمة وافية استعرض فيها سيرة المؤلف، وأهمية كتابه القلائد موضحاً مصادره ومنهجه وأبرز جوانب التميز فيه، إضافة الى أهم الملاحظات النقدية عليه.


يطلب الكتاب: من (دار زين العابدين)
🏢مجمع القدس – محل رقم 36 ☎️37732631
🏢مجمع الناشران – محل رقم 125 ☎️37732731

ممثلاً عن رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية.. السبع يشارك في مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في القاهرة

الصالح: مملكة البحرين تستند على إرثٍ عريقٍ من التسامح والتعايش والانسجام

المنامة – الأوقاف الجعفرية

بدعوة كريمة من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في جمهورية مصر العربية الشقيقة شاركت إدارة الأوقاف الجعفرية في أعمال المؤتمر السنوي الذي ينظمه المجلس في دورته الثانية والثلاثين تحت عنوان (عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي)، الذي عقد في القاهرة، على مدى يومين، تحت رعاية فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وبهذه المناسبة أكد رئيس الأوقاف الجعفرية سعادة السيد يوسف بن صالح الصالح :” إننا نتقدم بوافر الشكر والتقدير إلى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية مصر الشقيقة على جهودها الكبيرة في تنظيم هذا المؤتمر الذي يمثل منبراً مهماً ورائداً للحوار وتبادل المبادرات والأفكار البناءة لتعزيز المبادئ السامية التي يسعى إليها”.

وأضاف الصالح” إننا في مملكة البحرين نستند على إرثٍ عريقٍ من التسامح والتعايش والانسجام بين مختلف الأديان والمذاهب والحضارات، ولقد شهدنا العديد من المبادرات المهمة التي انطلقت من مملكة البحرين على صعيد تجسيد قيم الحوار والتسامح والتعددية، ولعل أبرزها إنشاء مركز الملك حمد للتعايش السلمي، وإطلاق عدد من المؤتمرات والمعارض المتخصصة التي تعنى بالتسامح وتكريس التعايش.

ونيابة عن رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية، شارك الدكتور وسام عباس السبع رئيس قسم البحوث وشؤون المساجد بإدارة الأوقاف الجعفرية في أعمال المؤتمر الذي شهد حضوراً واسعاً من العلماء وأصحاب الفكر والنخب من مختلف الدول الإسلامية، حيث اختتم بتوصيات مهمة تسهم في تعزيز أسس التسامح والتعايش المبني على أسس المواطنة بما يرتقي بنهضة المجتمعات.

جانب من المؤتمر

الدكتور وسام السبع: توجيهات سمو ولي العهد نقلة نوعية في المنظومة الإصلاحية

المنامة في 31 يناير / بنا / أوضح الباحث والناشط الاجتماعي الدكتور وسام السبع أن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بمواصلة التوسع في تطبيق قانون العقوبات والتدابير البديلة تحقق نقلة نوعية متميزة في المنظومة الإصلاحية، سنشهد نتائجها ومنافعها الإيجابية المؤكدة على المحكوم عليه وأسرته والمجتمع نفسه.


وقال السبع إنه من الواضح أن هذا التحول الكبير سيعمل على تدعيم النسيج الاجتماعي، ويوفر بيئة صالحة للمحكوم عليه في أن يعيد استئناف حياته بشكل طبيعي كعنصر فاعل في المجتمع وصاحب مسؤولية تجاه أسرة. ومن جهة أخرى فإن وجود رب الأسرة بين أحضان أسرته سيجنّبها مخاطر التفكك والفاقة.


وأضاف السبع أن أهمية توجيه صاحب السمو الملكي تنبع من تعزيزه لمبدأ العدالة الرحيمة، حيث أعطى وزارة الداخلية مساحة ومرونة أكبر أمام السلطة القضائية لإعطاء المحكوم عليهم متى ما توافرت فيهم الاشتراطات المنصوص عليها في المرسوم، مراعاةً للظروف الشخصية والأسرية والدواعي الإنسانية المبرّرة للمحكوم عليهم.


وأكد الدكتور وسام السبع أن الاستمرار في التوسع في تطبيق العقوبات والتدابير البديلة وإعطائها أكثر مرونة يعكس الرؤية الحضارية لعاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في تعزيز حقوق الإنسان وحماية المجتمع، مع ضمان إنفاذ القانون وفق مفهوم مجتمعي متقدم.



أ.ا.ش/خ.س
بنا 0751 جمت 31/01/2022

https://www.bna.bh/.aspx?cms=q8FmFJgiscL2fwIzON1%2BDtIbwejkDKksCxlcVVp1vKo%3D

في أول استقصاء شامل لمسيرة القضاء … عندما يكون الشاهد “من أهلها”

الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة يوثق تاريخ القضاء البحريني

بقلم وسام السبع

من بين ما كتب عن تاريخ القضاء في البحرين، يُعد الكتاب الذي صدر مؤخرًا لمعالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة بعنوان (تاريخ القضاء في البحرين)، من أكثر الكتب التي أوفت الموضوع حقّه من حيث العمق والشمول واتساع الفترة الزمنية، علاوة على ما يتمتع به المؤلف من خبرة متراكمة في مجال القضاء تزيد على ثلاثة عقود ونصف.

يتجاوز هذا العمل التوثيقي، والواقع في 359 صفحة، حالة النقص الملحوظ في المكتبة الوطنية حول تاريخ القضاء، إذ لا يخفى على المتابع للدراسات التاريخية البحرينية والمختص على حد سواء، أن أغلب المعلومات المتعلقة بالقضاء وتطور المؤسسة القضائية في البحرين مفرّقة بين ثنايا وثائق قديمة لم ينفض عنها الغبار، أو هي متناثرة في صفحات الكتب التاريخية العامة والمذكرات الشخصية والتقارير الرسمية التي تعود زمنيًا للعقود الأولى من القرن الماضي.

جاء هذا العمل التوثيقي غنيًا بالمعلومات التاريخية القيمة التي استقاها المؤلف بعناية ودراسة متأنية من المصادر والمراجع القديمة والحديثة، غير أن ما أعطى للكتاب موثوقية أعلى برأيي، استناده على التجربة الشخصية الغنية للشيخ عبدالرحمن في العمل القضائي، وهي تجربة تكتنز بالكثير من الحقائق والخبرات التي يجدر معرفتها عن تاريخ هذه المؤسسة العريقة، فعلاوة على تجربته الطويلة في القضاء، كان لوالده  الشيخ محمد بن راشد آل خليفة (رحمه الله) تاريخٌ طويلٌ مع القضاء، فقد كان قاضيًا في المحكمة المشتركة الكبرى التي كانت تنظر في القضايا التي تقع بين المواطنين والأجانب في عشرينيات القرن الماضي، وكانت تضم منذ أول تأسيسها، إضافة للشيخ محمد بن راشد، كل من الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، والمعتمد السياسي كلايف كيرباترك ديلي، وذلك قبل أن يُكلّف الشيخ محمد بن راشد برئاسة إدارة الأوقاف السنية بعد تشكيلها مع إدارة الأوقاف الجعفرية في العام 1927م.

استمر في القراءة “في أول استقصاء شامل لمسيرة القضاء … عندما يكون الشاهد “من أهلها””

المنشد الإسلامي أبا ذر الحلواجي.. نغمٌ يبدد عتمة الروح

قناته على اليوتيوب تحظى بمليون و750 ألف متابع

  • وسام السبع

في مسرحٍ يكتظُّ بالمبدعين والمجيدين من الشعراء والرواديد والمنشدين والقُرّاء كالبحرين، من الصعب إحراز الأسبقية في مضمار إبداعي والاحتفاظ به بجدارة لفترة طويلة؛ فالمنافسة تبدو ضارية  بحكم الوفرة العددية للفاعلين في مجال الإحياء الحسيني بمختلف أنواعه ومستوياته، والساحة البحرينية كانت ولاتزال حافلة وثرية وولاّدة بكبار الرّواديد والمنشدين في المواكب والاحتفالات، ترفدهم نخبة من الشعراء الذين أوقفوا نتاجهم الشعري على إحياء ذكرى وفيّات ومواليد وفضائل آل بيت النبي (ص).

الرادود والمنشد والقاريء الحاج أبا ذر الحلواجي أحد هؤلاء المبدعين الذين حفلت مسيرتهم المشرفة في مجال الإنشاد الديني بالكثير من مصاديق التميز والنجاح، وأصبحوا وجوه مألوفه وضيوف دائمين في الفعاليات الإسلامية التي تقام في مختلف مناطق البلاد، يؤدي الحلواجي هذا الدور بمسؤولية وحرص وتفاني، تسبقه هالة من القبول والتقدير الاجتماعي لموهبة نجحت باقتدار في اجتذاب الآلاف ونالت استحسانهم، وهو ما قد يفسر المنحى التصاعدي المرتفع لمتابعي قناته على اليوتيوب، والذين يتجاوز عددهم المليون و750 ألف.

استمر في القراءة “المنشد الإسلامي أبا ذر الحلواجي.. نغمٌ يبدد عتمة الروح”

الدكتور علي المؤمن يفكك جدليات الإسلام السياسي الشيعي

بقلم: د. وسام السبع

في تتبع للمسارات الفكرية والسياسية والسلوكيةللجماعة الإسلامية الشيعية السياسية العالمية الأولى، يقدم لنا كتاب “جدليات الدعوة: حزب الدعوة الإسلامية وجدليات الاجتماع الديني والسياسي” للباحث العراقي الدكتور علي المؤمن، قراءة معمّقة لمسارات الحزب الفكرية والاجتماعية والسياسية والسلوكية، منذ تأسيسه في العام 1957 وحتى العام 2017، مروراً بسلسة المنعطفات الأساسية في مسيرته كأكبر وأول تنظيم سري إسلامي شيعي في العراق والبلدان ذات الوجود السكاني الشيعي.

وفي (440) صفحة، تتبع المؤلف في كتابه الصادر عن مركز دراسات المشرق العرابي ودار روافد في بيروت في العام 2017،تتبع أبرز الظواهر والجدليات التي عاشها التنظيم في مراحله المختلفة خلال ما يزيد على (60) عاماً من انطلاقته، خصوصًا في عقدي الثمانينات والتسعينيات، وتتواصل متابعات المؤلف لمسيرة التنظيم الممهورة بدم ضحاياه مرورًا بالحدث الفاصل في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، عندما تحول حزب الدعوة أحد أبرز الأحزاب الحاكمة في العراق، وتوقف المؤلف عند الانعطافة التاريخية للحزب عند مفاجئة قيادته الحزب الفرقاء السياسيين في الاجتماع التاريخي في 13 آب/ أغسطس 2014، والذي انتهى بإعلان تنازل نوري المالكي عن حقه القانوني في الترشح لرئاسة الوزراء لمصلحة محازبة حيدر العبادي، كاشفًا عن بعض ملابساتها، والحراك الداخلي الذي صاحب القرار، والأطراف التي شاركت في صنعه: قيادة حزب الدعوة، والمرجعية العليا في النجف، والقيادة الإيرانية.

استمر في القراءة “الدكتور علي المؤمن يفكك جدليات الإسلام السياسي الشيعي”

خلال مشاركته في برنامج (نون الحسين) بمأتم سار.. السبع:

خطاب “المنبر الحسيني” هو انعكاس لواقع المؤسسة الدينية.. وترشيده يستلزم احتضان فئة الخطباء

أوضح الباحث وسام عباس السبع أهمية الحاجة لتطوير خطاب المنبر الحسيني وضرورة ملائمته لحاجات المجتمع، وأن يستجيب لمستوى التحديات الفكرية والسلوكية التي يواجهها الجيل الشاب حتى لايعاني خطاب المنبر من عزله عن الواقع، ويحتفظ بقدرته على التأثير الاجتماعي. وقال: إن فئة الخطباء تنشط في مجال دعوي مهم ولكنه لا يحظى مع الاسف بالعناية والاحتضان من قبل المؤسسة الدينية، الأمر الذي يجعله ينمو ويتوسع بشكل عفوي غير مدروس ومنظم وبعيد عن المنهجية، وذلك اعتماداً على القدرات والرغبات الخاصة لدى الخطباء والراغبين في دخول سلك الخطابة الحسينية”.

وقال خلال مشاركته في برنامج “نون الحسين” بمأتم ســـار مساء الأربعاء (13 محرم 1442هـ/ 2 سبتمبر 2020م) في برنامج حواري أداره السيد علي السيد محمد سلمان حول “الخطاب الحسيني بين الواقع والطموح”، قال: “لقد كانت حاجة المجتمعات فيما مضى حاجات بسيطة تلائم تلك المجتمعات الصغيرة وبساطتها، تلك المجتمعات التي كانت في شبه عزلة عن غيرها من المجتمعات.

أما اليوم، فبفضل التطور الذي طال مختلف مجالات الحياة والانفتاح الإعلامي، أصبح العالم قرية كونية واحدة، وأصبحت ثقافات الشعوب تنتقل بسلاسة إلى الفضاء العام بفضل التطور التقني المذهل لوسائل التواصل والتأثير الاجتماعي وتعدد قنواته، والشيعة كغيرهم من المجتمعات الدينية أصبح لهم حضورٌ في خضم هذا الحراك الاجتماعي الذي فرض نفسه على المشهد الإعلامي في العالم أجمع”. استمر في القراءة “خلال مشاركته في برنامج (نون الحسين) بمأتم سار.. السبع:”

عاشوراء هذا العام.. شعائر باقية وإحياء مختلف

– وسام السبع

صحيفة البلاد، الأربعاء 19 أغسطس 2020

غيّر (كوفيد 19) وجه العالم دون تمييز، ودون محاباة لأحد، الأوبئة المميتة عمياء لا تميّز بين ضحاياها، لا تعرف أسمائهم ولا أديانهم ولا طوائفهم، إنها تختطفهم فحسب، وليس على الأنظمة والحكومات في كل أنحاء المعمورة أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي مخاطر تتهدّدها في أعز ما تملك من مكتسباتها: مواطنوها وثروتها البشرية. استمر في القراءة “عاشوراء هذا العام.. شعائر باقية وإحياء مختلف”

أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑